قرية كحك من ظلام التشدد إلى نور العلم والمعرفة

كتب / أحمد سيف النصر

قرية كحك إحدى قرى مركز يوسف الصديق كانت منذ سنوات أينما ذكر اسمها يذكرك بأحداث العنف والتكفير والفكر المتشدد بعد الأحداث الجسام التى شهدتها القرية أوائل التسعينات وصفها الإعلام بصبغة المتشدد بالرغم من بعد هذا الوصف عن أهل هذه القرية التى أصبحت الآن إحدى أكبر القرى النموذجية فى الفيوم وظلت لسنوات القرية الأولى بالرعاية لعدد من محافظى الفيوم وإن كان أهل القرية يرجعون الفضل فى هذا لمحافظ الفيوم الأسبق الدكتور عبدالرحيم شحاته ثم أكمل من بعده المحافظ السابق اللواء مجدى قبيصى حيث زار القرية عدة مرات والتقى أهلها وحقق لهم الكثير .

وتقع قرية كحك على شاطئ بحيرة قارون جنوب مدينة الفيوم ويبلغ عدد سكانها 50 ألف نسمة وتتبعها 10 عزب صغيرة وقرى وهى كحك قبلى والصباحية والعونية والعلوية وسعيد الروبى وميزار والقاضى وخضير وعبدالله هاشم ويسمى الجزء الواقع على البحيرة كحك بحرى أما الجزء الداخلى فيطلق عليه كحك قبلى وتسمى كحك نسبة لإحدى العائلات التى انحدرت إلى القرية من قرية تسمى سلوة بأسوان وحضر ثلاثة أشاءهم عبدالعال كحك وعلى كحك ومحمد كحك فأقام الأول بكحك بحرى والثانى بكحك قبلى والثالث بقرية قصر الجبالى منذ أكثر من 200 سنة .

ويعمل أكثر من 80% من أهالى القرية بصيد الأسماك والنسبة الباقية تعمل فى الزراعة ولكنها تعانى من قلة مياة الرى نظراً لوقوعها على نهايات بحر النزلة مما أدى إلى اتجاه أهلها للعمل فى مهنة صيد الأسماك من بحيرة قارون .

ونظراً لسوء حال البحيرة وانهيار الثروة السمكية فيها فقد اضطر أكثر من عشرة آلاف شاب من أهل القرية من الهجرة منها بحثاً عن مصدر للرزق وحباً فى مهنة الصيد حيث تجدهم يعملون فى المدن الساحلية الإسكندرية والإسماعيلية والسويس وسفاجا والغردقة حتى إن منطقة كبريت فى السويس أكثر من 70% من أهلها من قرية كحك .

وانعكس هذا الأمر على دور المرأة فى القرية فأصبحت تتحمل مسئولية الأسرة فى غياب زوجها وعائلها فلا تجد امرأة فى القرية عاطلة بل خرجت غالبية النساء إلى سوق العمل وناطحت الرجال فى إثبات جدارتهن فى التميز والرقى محتفظة بمظهرها الإسلامى الأصيل بعيداً عن أى ابتذال .

وتعتبر المرأة فى القرية هى صانعة الرجال ومربية الأجيال وهى صاحبة الفضل فى النقلة الحضارية التى تشهدها القرية الآن نتيجة حسن تربيتها لأبنائها وصبرها على مصائب الأيام سواء هجرة زوجها للبحث عن عمل أو تغييب زوجها وأولادها فى المعتقلات فترة طويلة حيث تسببت الفقر والبطالة وتدنى الخدمات فى القرية فى أوائل التسعينات إلى دخول أكثر من 800 من شباب القرية السجون والمعتقلات حيث انتمى بعضهم للفكر السلفى حيث كانوا من اتباع الشيخ عمر عبدالسلام والبعض انتمى للطريقة الشوقية مع شوقى الشيخ وأطلق عليهم الشوقيين والقليل منهم تقوقع حول نفسه وانتمى لفكر التكفير والهجرة .

وقد أدى هذا إلى أحداث عنف كبيرة شهدتها القرية عام 1992 ومصادمات بين الشباب والآلاف من قوات الأمن بعد قيام أحد الشباب من الشوقيين بقتل والده واشتعال الصراع المسلح فى القرية بين اتباع الشيخ عمرعبدالسلام وشوقى الشيخ حيث كان كل منهما يحضر للقرية فى موكب مهيب وسط أتباعه مدججين بالأسلحة الآلية مما أدى لتدخل الشرطة سلمياً فى محاولة منها للقبض على بعض الشباب الذى يحمل هذه الأسلحة إلا أن إبراهيم على دخيل قام بقتل والده حينما نصحه بتسليم نفسه للشرطة حيث حضرت الآلاف من قوات الأمن بالمدرعات والأسلحة الخفيفة والثقيلة وبدأوا فى البحث عن الشباب الذى أحال حياة الناس إلى جحيم خاصة بعد أن قاموا بقطع الطريق ومنع الناس من الخروج وقطعوا الاتصالات الهاتفية حيث انتهت هذه المعركة بقتل 33 من شباب القرية فى أحد المصارف ، وبعدها بدأت حملات اعتقال شملت أكثر من 800 من أبناء القرية .

ويؤكد شيوخ القرية قائلاً :إن هذه المعارك لم يكن لنا فيها ناقة ولا جمل لأن الأمر كله كان صناعة أمنية فكانت هناك محاولات أمنية لأن يقوم أتباع الشيخين عمرعبد السلام وشوقى الشيخ بالتناحر وتصفية كل منهم للأخر وينهون على بعضهم البعض إلا أن خطتها فشلت فكان لابد من التدخل للقضاء عليهم .

ومن هذه الأحداث دخلت القرية بؤرة اهتمام المسئولين حيث بدأ محافظ الفيوم وقتها الدكتور عبدالرحيم شحاته فى تكثيف الخدمات للقرية فدخلها الصرف الصحى كأول قرية فى مركز أبشواى بكامله بتكلفة 4 مليون جنيه وقتها وتم عمل سنترال للقرية فى أوائل التسعينات بسعة 200 خط وإقامة مركز شباب نموذجى بتكلفة أكثر من مليونى جنيه به 10 أجهزة كمبيوتر وورش للنجارة وماكينات للتطريز وعدد من الألعاب الرياضية .

ويؤكد ربيع مصطفى سعد عضو مجلس محلى بالمركز أن القرية تجاوزت نسبة التعليم فيها 85% وبها أكثر من 8 مدارس وجارى إنشاء مدرسة ثانوية بها وبها معهد أزهرى للبنين والبنات فى جميع مراحل التعليم وأن كافة الخدمات تكاد تكون متوفرة بالقرية باستثناء مشاكل محدودة مثل مياة الرى التى لاتصل إلا نادراً حيث تم إنشاء محطة رفع على بحر النزلة لحل المشكلة ، كما تم وضع حجر الأساس لمحطة رفع للصرف الصحى بتكلفة 50 مليون جنيه كما تم تخصيص 5 أفدنة لتوسعة محطة الرفع لتسع توابع القرية .

ويشير إلى توفر الوحدات الصحية بالقرية إلا أنها تعانى من قلة الأطباء ويطالب بتوفير طبيبة نساء وبعض التخصصات الأخرى خاصة أن القرية عدد سكانها كبير وتبعد كثيراً عن المستشفى المركزي فى أبشواى ، ويطالب عضو المجلس المحلى بالمعالجة الصحيحة لمياه الصرف الصحى والتى غالباً ما تصرف مياهها فى بحيرة قارون وفى الأراضى الزراعية الأمر الذى يهدد هذه الأراضى وأثر بالسلب على الثروة السمكية فى البحيرة .

فى حين أشار عيد فتحى شعبان معيد بكلية التجارة جامعة بنى سويف : إننا نصلى فى المسجد بدون خطباء نظراً لعدم اهتمام الأوقاف للقرية وينتقد بشدة مجلة روز اليوسف التى أساءت إساءات بالغة للقرية ونسائها ووصفتها أوصافاً لا تليق فى فضيحة إعلامية حيث نشرت تحقيقاً مفبركاً عن القرية وصفتها بالقرية السوداء فى ظل حملتها على النقاب مشيراً إلى أن قريته قرية بيضاء لتعليم أبنائها ووصولها لأعلى المراتب والمناصب العلمية ، ففى القرية العشرات من أساتذة الجامعات والأطباء والمهندسين والمستشارين ووكلاء النيابة والمعلمين فضلاً عن انتشار الكتاتيب فى القرية وكثرة عدد حفظة القرآن الكريم إضافة إلى أن نصف أوائل الثانوية العامة فى مركز أبشواى من قرية كحك ويشير إلى أن القرية تحرص على التمسك بالعادات الشرقية الأصيلة .

ويؤكد عيد عبدالحميد مدرس لغة إنجليزية أن أحداث العنف التى شهدتها القرية فى الثمانينات والتسعينات لا شأن لأهل القرية بها وأن هناك حملات متعمدة لتشوية القرية حيث أن المرأة المنتقبة التى سخرت منها مجلة روز اليوسف خرجت للمجتمع المصرى صفوة من الأساتذة والمثقفين ، ويطالب وزير الداخلية بإزالة الآثار النفسية والإساءات التى توجه لأهل القرية مثل منع التحاق أبناء القرية بالشرطة إلا القليل وكذلك وقف بعض الحملات الإعلامية التى تسئ للقرية .

بينما أكدت نورا نبيل سنهابى محامية من بنات القرية أن ما نشرته مجلة روز اليوسف عنى وعن كل نساء القرية تعد إساءة لأكثر من 50 ألف مواطن وصفتهم زوراً بالجهل والتخلف بالرغم من أن قريتنا حاصلة على القرية النموذجية على مستوى المحافظة متهمة المجلة بالسب والقذف فى حق كل رجل وامرأة فى القرية بإدعائها الكاذب أن النساء تمارس الأعمال المنافية للآداب مؤكدة أنها مدعية فى هذا الأمر وأنها ستكشف المجلة وتفضحها فى ساحات القضاء .

بينما يشيرعمر كحك أن القرية هى مجموعة عائلات مترابطة يسودهم الحب وأواصر الأخوة وأن هذه القرية شرفت بأن كان أحد أبنائها وهو الحاج يوسف عبدالمقصود عضوا بمجلس الأمة ثم مجلس الشعب وتوفى داخل المجلس عام 1984 كما أن الحاجة عواطف كحك النائبة السابقة مفخرة لكل نساء القرية بل كل نساء مصر لأنها استطاعت أن تفوز بعضوية مجلس الشعب فى انتخابات حرة نزيهة لجدارتها وتعد من رائدات العمل الاجتماعى فى محافظة الفيوم .

ويؤكد عمر كحك أن القرية ستشهد فى الأيام المقبلة نهضة إقتصادية خاصة بعد اكتشاف أكثر من 21 بئراً للبترول حول القرية حيث بدأ الإنتاج فى بئرين منها تنتج 2850 برميل يومياً وطالب بأن يعم هذا الخير على أهل القرية وتمهيد الطرق وتوسعتها لاستقبال الشاحنات العملاقة .

ويطالب عبدالناصر لملوم عضو مجلس محلى المحافظة بإعادة بناء مسجد عباس جلال الدين أكبر مساجد القرية والذى تهدم منذ 15 عاماً وترفض الأوقاف حتى الآن بناءه أو قيام الأهالى ببنائه على نفقتهم الخاصة وكذلك مسجد محمد إبراهيم الصبيحى ومسجد الرحمن الذى انهارت دورة المياة الخاصة به .

حقاً إن قرية كحك تعد مفخرة لكل أبناء الفيوم فهى القرية التى تجاوزت أحزانها وتجاوزت ما مر بها من أحداث وبدأت نهضة حقيقية شاملة إلا أن أعداء النجاح ممن ينتسبون إلى الصحافة يريدون للقرية العودة إلى الوراء بالكذب على أهلها والسخرية من نسائها الذين يعدون مفخرة لكل امرأة فى محافظة الفيوم ، ففى الوقت الذى لم تسجل نقطة الشرطة حادثة واحدة لعمل إجرامى أو شئ منافى للأخلاق تزعم مجلة روز اليوسف هذا الأمر كذباً وبهتاناً.

فى الوقت الذى يطالب فيه الأهالى المجلة بالاعتذار لأهالى القرية حيث أرسلوا رداً للمجلة لنشرة لرد الاعتبار لهم ، كما يطالبون محافظ الفيوم بإصدار بيان يندد بهذه الإساءة منه ومن المجلس المحلى لمحافظة الفيوم .

يا احمد ايه اللى انت كتبته ده يا احمد من فضلك احذف الموضوع ده من فضلك

» كيف تنال العلم
» هنا الفيديو الخاص بمصر والجزائر الاعتداء الجزائرى والرد المصرى
» «كحك» .. قرية «الدم» التي شاركت بقوة في إرهاب التسعينيات ***شوف الحقيقه يا احمد سيف النصر